إن الحياة عبارة عن لعبة مزوّدة بقوانين ثابتة، وكلّ من يلعبها بالشكل الصحيح ويلتزم بقوانينها سوف ينجح في النهاية وينال كل الرغبات التي يطمح إليها ويحقق النموذج الأسمى لنفسه، من هذا المنطلق جاءت فكرة الكتاب الذي وضعت فيه فلورنس سكوفيل مختصراً لتجربتها في العلاج الروحي والنفسي، ارتكزت قوانين لعبة الحياة من منظورها على عشر قواعد أساسية، وجميع هذه القواعد موجودة بالأساس في التعاليم الإنسانية القديمة منها والحديثة، والكثير منها مثبّت في الكتب المقدسة، مثل قوانين عدم المقاومة والكارما والتسامح، وتهدف هذا القوانين إلى إكمال مربع الحياة المرتكز على (الصحة والثروة والحبّ والتعبير الأمثل عن الذات)، فإذا تناغمت هذه العناصر مع المبادئ التي تحكم الحياة والتي لا تتغير أبداً, تحققت بذلك الرفاهية الكاملة، التي تعتبرها الكاتبة حقّا إلهياً محفوظاً لجميع الناس.يعتبر هذا الكتاب سابقاً لعصره، فعلى الرغم من كتابته في نيويورك في عشرينيات القرن العشرين وكثرة استشهاد الكاتبة بالمراجع الدينية، إلا أن هذا الكتاب مازال يحظى إلى الآن بشعبية عظيمة, وقد بيعت منه أكثر من مليار نسخة في مختلف المكتبات حول العالم، ولعلّ السبب الساحر الذي يكمن في شعبية هذا الكتاب هو إنه يمسّ الجانب الروحي والإيجابي الذي يبحث عنه الكثير من الناس حتى يصلوا إلى الراحة والطمأنينة في جوانب حياتهم, كما أن الكتاب يستند على تجارب حقيقة عاصرتها الكاتبة خلال جلساتها العلاجية وعلاقاتها مع أناس من مختلف الطبقات الاجتماعية.

انتقل بولغاكوف إلى العيش في العاصمة موسكو بسرعة، حيث اجتمع الأدباء من جميع أنحاء البلاد، وتكونت فيها الحلقات الأدبية الكثيرة. افتُتِحَتْ دور النشر الخاصة ومحلات بيع الكتب، وبفضل إصراره، نجح في مجاله الجديد في موسكو الجائعة والباردة في عام 1921. بدأ بنشر أعماله في صحيفة "غودوك"، وتعاون مع هيئة تحرير "ناكانوني" في برلين، حيث زار الحلقات الإبداعية وأقام صداقات أدبية. شاهد في عمله في الصحيفة أنه كان يعمل بدون معنى ولكن كان مضطرًا لكسب لقمة عيشه. يقول: "لقد عشت ثلاث حيوات..."، وسيقرأ القارئ العربي هذه الجملة في سياق الرواية غير المكتملة التي نعرضها. في "ناكانوني"، سخر بولغاكوف من الشعارات الرسمية والقوالب الصحفية. أطلقت هذه الصحيفة على الحياة أعماله "مغامرات طبيب غير عادية" (1922) و"ملاحظات على الأكمام" (1922-1923). وصف في العمل الأول السلطات والجيوش التي استبدلت بعضها بسرعة، وكان هناك مسحة من الاشمئزاز لم يحاول إخفاءها. رفض بطله أفكار البيض والحمر على حد سواء، ومع ذلك، تسارعت شجاعته، حيث بدأ يتجرأ على الانتقاد الصريح. أهم أعمال ميخائيل بولغاكوف هي رواية "المعلم ومرغريتا"، التي حققت له الشهرة العالمية بعد وفاته. زوجته الثالثة، إيلينا سيرغييفنا بولغاكوفا، قسمت أن تنشر هذه الرواية وفاءً لذكراه.

كتبتها لتكون يداً تمسك بيد كلّ فاقد.. كتبتها حبّاً لروح كلّ من فقدنا عزاء لنا وذكرى لهم.. كتبتها شغفاً بالنّاس حبّاً بهم, إيماناً بالتفرد القائم في كلّ منّا وإلى من كتبت بسببهم .. هذه قطع من قلبي على ورق.