مت فارغاً

في مقدمة كتابه، يشرح تود هنري كيف استلهمت فكرة كتابه. كان يحضر اجتماع عمل عندما سأل مدير أميركي الحضور سؤالًا بسيطًا: “ما هي أغنى أرض في العالم؟” وقام أحدهم بالإجابة ببساطة قائلاً: “بلاد الخليج الغنية بالنفط.” ثم أضاف شخص آخر: “مناجم الألماس في إفريقيا.” وفي رد فعل غير متوقع، أجاب المدير قائلًا: “بل هي المقبرة!” نعم، إنها المقبرة هي أغنى أرض في العالم؛ لأن ملايين البشر رحلوا إليها “أي ماتوا” وهم يحملون الكثير من الأفكار القيمة التي لم تخرج للنور ولم يستفد منها أحد.

هذه الإجابة ألهمت تود هنري لكتابة كتابه الرائع “مُت فارغًا”، الذي بذل فيه قصارى جهده لتحفيز البشر على إفراغ ما لديهم من أفكار وطاقات كامنة في مجتمعاتهم وتحويلها إلى شيء ملموس قبل فوات الأوان. وأحب أن أشير إلى مقولة تود هنري الجميلة في هذا السياق: “لا تذهب إلى قبرك وأنت تحمل في داخلك أفضل ما لديك، اختر دائمًا أن تموت فارغًا.”

يُعتبر كتاب “مت فارغًا” أداة للأشخاص الذين لا يرغبون في تأجيل أهم أعمالهم – وهنا لا نقصد العمل الوظيفي بل عمل حياتهم الشخصية والإبداعية – إلى الغد. تود هنري يُظهر الأمور التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا ويوجه كيفية التخلص منها. ويقدم نصائح وممارسات تساعدنا على الاستفادة من أعلى إمكانياتنا وتحويل أحلامنا إلى واقع