بطريقة مكسيم غوركي المعتادة في كتبه وقصصه، يعكس لنا آلام الإنسان ومعاناته البريئة في الطفولة. يتتبع أحداث حياته منذ ولادته وحتى سنوات شبابه، وينتهي هذا العهد الصعب للطفولة. في هذه الرحلة، يقدم صورًا رائعة للطبيعة والمجتمع والعادات والتقاليد والعلاقات بين الأفراد. يرسم صورًا مظلمة وعابسة، وفي الوقت نفسه يظهر وجوهًا مشرقة وضاحكة تشع بالطيبة والرحمة والإنسانية.
يُعد هذا الكتاب واحدًا من أروع مؤلفات مكسيم غوركي، وقد كتب في أواخر عام 1913. يتميز بصراحة مطلقة في التعبير، ويقدم وصفًا دقيقًا وشاملاً للحياة الروسية الخاصة، بما في ذلك حياة العائلات في الريف، حيث تتغير الظروف بين السلام والعنف.
الكتاب يستعرض أيضًا الجوانب الفولكلورية الرائعة للحياة الريفية الروسية، ويسلط الضوء على جدة المؤلف وشخصيتها المثالية في التضحية والشرف. ويصوّر صورة قوية للابنة الروسية الشجاعة التي تواجه الصعوبات بابتسامة رضى لا تفارق شفتيها