يعد كتاب “طفولتي” للكاتب الروسي مكسيم غوركي واحدًا من أعمق الأعمال الأدبية التي تسبر أغوار النفس البشرية في سنوات الطفولة، وتسلط الضوء على التجارب القاسية والأفراح البسيطة التي عاشها في بيئة قاسية ومتقلبة. بأسلوبه الصريح والمميز، يستعرض غوركي مراحل طفولته الصعبة، مقدّمًا صورًا حيّة للطبيعة، والمجتمع، والعلاقات الإنسانية، ويبرز من خلال تجربته تناقضات الحياة الروسية في الريف، حيث يسود أحيانًا السلام وتخيم أحيانًا أخرى ظلال العنف. يتميز الكتاب بوصفه الدقيق لتفاصيل الحياة اليومية في روسيا الريفية، بما في ذلك العادات والتقاليد والجوانب الفولكلورية، كما يعرض شخصيات ريفية نموذجية، أبرزها شخصية جدته التي تعتبر رمزًا للتضحية والشجاعة. تصوّر الجدة في الكتاب شخصية المرأة الروسية التي تتحمل بشجاعة قسوة الحياة، وهي دائمًا محاطة بهالة من الطيبة والرحمة، مقدمةً للطفل غوركي قيم الحب والتفاني التي شكّلت جزءًا من شخصيته لاحقًا. لماذا يُعد “طفولتي” من أعظم مؤلفات غوركي؟ توثيق مؤثر للحياة الريفية الروسية: يقدم الكتاب صورة واقعية لحياة العائلات الريفية، مما يعكس بساطة الحياة وتعقيداتها. تعبير صريح وعميق: يكتب غوركي بصدق مؤلم حول المعاناة والفرح في طفولته، ما يجعل القارئ يشعر بقربه من الأحداث والشخصيات. شخصيات ريفية ملهمة: تبرز شخصية الجدة المثالية التي تمثل القوة والشجاعة، وتلهم القارئ بقيم التضحية والرحمة. “طفولتي” ليس مجرد قصة عن طفل، بل هو رحلة إنسانية في مواجهة التحديات والصعوبات التي تسلط الضوء على بريق الأمل وسط ظلام المعاناة. هذه الرواية متاحة للراغبين في شراء كتب عربية في النرويج ، ألمانيا و أوروبا عبر مكتبة المراد، ليتمكن القارئ من عيش تجربة غوركي الفريدة وفهم أعماق المجتمع الروسي.

بطريقة مكسيم غوركي المعتادة في كتبه وقصصه، يعكس لنا آلام الإنسان ومعاناته البريئة في الطفولة. يتتبع أحداث حياته منذ ولادته وحتى سنوات شبابه، وينتهي هذا العهد الصعب للطفولة. في هذه الرحلة، يقدم صورًا رائعة للطبيعة والمجتمع والعادات والتقاليد والعلاقات بين الأفراد. يرسم صورًا مظلمة وعابسة، وفي الوقت نفسه يظهر وجوهًا مشرقة وضاحكة تشع بالطيبة والرحمة والإنسانية.

يُعد هذا الكتاب واحدًا من أروع مؤلفات مكسيم غوركي، وقد كتب في أواخر عام 1913. يتميز بصراحة مطلقة في التعبير، ويقدم وصفًا دقيقًا وشاملاً للحياة الروسية الخاصة، بما في ذلك حياة العائلات في الريف، حيث تتغير الظروف بين السلام والعنف.

الكتاب يستعرض أيضًا الجوانب الفولكلورية الرائعة للحياة الريفية الروسية، ويسلط الضوء على جدة المؤلف وشخصيتها المثالية في التضحية والشرف. ويصوّر صورة قوية للابنة الروسية الشجاعة التي تواجه الصعوبات بابتسامة رضى لا تفارق شفتيها