“نسيت أن أخبركم أنّ أبا مبروك، أبي، وأم مبروك، أمي، قد ماتا. في يوم خريفي بعيد، كان ممدداً على فراشه، نظر إليّ بوجه هدّه التعب والإحساس بالغربة. كان حزيناً إلى درجة لم أستطيع معها أن أطيل التحديق نحوه وهو يحاول أن يطلق روحه لمغادرة جسده المكدود. شدّني صوته الخائر وهو يقول: – يا مَن لست ابني، لقد أحببتك أكثر من باقي إخوتك، ليس لشيء إلّا لأنك البكر. لقد أدخلت البهجة في قلبي. وأكمل بصعوبة: – لقد أجريت تحليلاً طبياً وعلمت أن ما أمتلكه من ماء الحياة في داخلي لا حياة فيه!! – لقد أرادت أمك أن تشعرني بفخر رجولتي ففعلت ما فعلت، لذلك سامحتها… سامحتها على الرّغم من أنّ ما فعلته هو ما قتلني!! بعد يومين، أو بعد ثلاثة أيّام، لا أذكر… مات.”